يتضمن هذا التقرير تقييما مفصلا لاحتياجات التعافي في السودان بعد انتهاء النزاع، ويقدِّم استراتيجية منسَّقة لتوجيه رحلة البلاد نحو إعادة التأهيل وإعادة بناء المؤسسات والتعافي الاقتصادي وإعادة البناء والسلام المستدام. وباستخدام نَهج متعدد الأوجه يشمل مقابلات مع أصحاب المصلحة وتقييمات ميدانية وتصويرا جويا وصورا بالأقمار الاصطناعية واستعراضا شاملا لأفضل الممارسات الدولية، تم تحديد التحديات والفرص الرئيسية في السودان عبر الأبعاد المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية الجنسانية، وهو ما يجعل صياغة إطار مخصص للنمو المستدام والاستقرار على المدى الطويل أمرا ممكنا. ويسلط التقرير الضوء على الأهمية الحاسمة لدمج النُّهج التي تراعي الاعتبارات الجنسانية في جميع جوانب إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع، مع ضمان منح الأولوية لصوت المرأة واحتياجاتها.
لا يزال السودان يتخبط في أزمة إنسانية حادة، ظلت إلى حد الآن تؤثر تأثيرا عميقا في مسار التعافي والتنمية في البلاد. وبينما يشكل هذا التقرير إطارا للتخطيط على المدى المتوسط، فإنه من الأهمية بمكان الإقرار بأن عملية التعافي ستمتَد على الأرجح إلى ما بعد الجدول الزمني المشار إليه في التقرير، وهو 10 سنوات. وتتطلب تحديات إعادة بناء البنية التحتية واستعادة سبل العيش وتعزيز التماسك الاجتماعي جهودا مستمرة على المدى الطويل.
وتهدف التوصيات والاستراتيجيات الواردة في التقرير إلى معالجة الأولويات على المدى المتوسط مع الإقرار بالحاجة إلى القدرة على التكيف. ويجب أن تظل الاستجابات الإنسانية الفورية أولوية لتلبية الاحتياجات العاجلة للنازحين والفئات الضعيفة. ويجب أن تكون هذه الجهودُ تكملةً لمبادراتِ التعافي لضمان اتباع نهجٍ شامل.
ومن خلال الموازنة بين الأولويات الفورية وطويلة المدى، يمكن لأصحاب المصلحة وضع خارطة طريق مرنة وقابلة للتطوير. ويركز هذا النهج على أهمية الاستثمار المستدام واستراتيجيات التكيُّف والتنسيق الفعال بين جميع أصحاب المصلحة لتحقيق تقدم ملموس ودائم.
